Monday 14 February 2011

كلام من ذهب


لطالما كنت مؤمنةً، وما زلت، وأكثر من أي وقت مضى، بأهمية الكلام وبقدرته الهائلة على التأثير. فبالكلام تغيّر مجريات الأحداث وتمحو أخطاء الماضي وترسم أطر المستقبل، فما بالك إن قيل هذا الكلام على نحوٍ مدروسٍ وبطريقةٍ مناسبة وكان له الوقع المتوخى. ولطالما أعجبت بما وراء الكلام إن جاء بمكانه من ذكاء وحنكة وسرعة بديهة.

وتأثير الكلام يقودني إلى نظرية التواصل وإلى ما كشفه الألسنيون الكبار في محاولاتهم الجادة  لسبر أغوار مكونات الفعل التواصلي وتحديد عناصر العملية انطلاقاً من الرسالة ومرسلها ووصولاً إلى المتلقي.

ومع أنّ هذه العناصر هي ثوابت لا تتغير، وأخذها في الاعتبار أمر ضروري طبعاً لتحقيق الغرض الأساسي للتواصل، إلا أن الزمان نفسه قد تغيّر وبات عصر السرعة يفرض معادلةً جديدةً، وأصبح المتلقي لا يكتفي بما يرسل إليه بل هو اليوم انتقائيّ، حذق، وصعب الإرضاء. وأصبحت الرسائل نفسها أكثر مما يقدر المتلقي على احتماله أصلاً، تشتد في ما بينها حدة التنافس، وكل رسالة تحاول أن تجد طريقها إلى مسامعه.. وحتى هذا وحده لم يعد يكفي فلا بد للرسالة من أن تجد طريقاً اليوم لإقناع المتلقي... وللتفرّد به أيضاً! وهكذا يكون الضياع هو سيّد الموقف، وسط عالمٍ من الوسائل التكنولوجية المتسارعة.

ما السبب وراء هذا الكمّ الهائل من الرسائل اليوم؟ السبب هو التطوّر والانفتاح وانتشار التكنولوجيا! فالأعمال تتطوّر مع تطورات العصر، ومع الانفتاح الذي فرضته العولمة ومع تلاشي حدود الزمان والمكان، ودخول شركات الأعمال الصغيرة منها والكبيرة عالم التكنولوجيا، ومع الانفتاح الشديد الذي تشهده الأسواق، أصبح لكل مقام مقال وعاد فعل التواصل ليفرض وجوده على الساحة العالمية وعاد الكلام يرتدي أهمية أضخم وأكبر من أي وقتٍ سبق، سيما وأن إمكانيات التاثير نفسها باتت أصعب وأكثر تعقيداً.

ومن المعروف أن التواصل بمعنى إيصال الرسالة إلى المتلقي لم يعد في عصرنا الحديث ليقتصر على وسائل الإعلام المعهودة، فقد برز عالم جديد أثبت قوةً لم يُعرف لها مثيل ولم يُعتقد يوماً أنها ستنتشر انتشار النار في الهشيم، هو عالم المواقع الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية وعالم المدونات الإلكترونية. وللإعلان والإعلام على الإنترنت مكانة خاصة وإمكانيات جبارة لا يقف في وجهها أي عائق!

وبطبيعة الحال، وفي ظلّ هذه التطوّرات، لم تر الشركات بداً من مواكبة العصر من أجل تحقيق التميز وجذب انتباه الجماهير بوسائل مستحدثة، ودعت الحاجة، أكثر من أي وقتٍ مضى، إلى تسويقٍ أخّاذ وإلى إعلانات ترتقي سلّم الإبداع... سواءً كان الإبداع في المرسلة أو في الطريقة المتبعة، مع تعدّد الأساليب يبقى الغرض المتوخى واحداً: التأثير! التأثير بكلام يرسل بالكمّ اللازم وبالجودة اللازمة وبالمواكبة اللازمة لتطورات العصر، التأثير بكل ما يمكن أن يحمله هذا الكلام من جاذبية وأناقة!

لهذا السبب بالذات، انصرفنا إلى الكتابات المبدعة، ووضعنا نصب أعيننا القدرة على التأثير مع تحقيق الهدف الأمثل للتواصل طبعاً. ومن خلال خدماتنا اللغوية وتحت شعار The Copywriter’s: Words in Style، نحاول كل يومٍ أن نتوجّه إلى المتلقي برسالةٍ تختلف عن سائر الرسائل التي تفرض نفسها بالقوة، فنحاول إرضاءه بكل هدوء ورقي ومع خالص الاحترام والتقدير لما يتمتع به من وعيٍ وذكاء فنقدم له ما يبحث عنه تماماً، من دون لف أو دوران.

نقدّم إليكم اليوم خدماتٍ كثيرة في مجال التعبير اللغوي. ولو كان اسمنا جديد إلا أننا نعمل خلف الأضواء منذ أكثر من عشر سنوات. من الكتابة المبدعة، إلى التدقيق اللغوي، وتنفيذ الأبحاث، إلى الترجمة والتحرير، اختصاصنا اللغات الثلاث الأكثر تداولاً في عالمنا العربي، فخدماتنا متوافرة في اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية مع ما يجمع بين هذه اللغات من قواسم مشتركة ومع تحقيق الهدف الأمثل وهو التواصل المطلوب بكل ما في الكلام من معنىً مدروس وأناقة جذّابة!

سوزان قازان
The Copywriter’s – Co-Founder, Copywriter, Translator, Editor

1 comment: